Haut

وفاء لنضال سليمان بن سليمان

01/01/1970 Article en PDF téléchargeable


افتتح الاجتماع محمد حرمل السكرتير الأول للحزب قائلا: لقد مات سليمان بن سليمان لكن الرمز لن يموت مادام في هذا البلد قوى وطنية وتقدمية تواصل المسيرة النضالية... وليس من باب الصدف و لا من باب التوظيف السياسي أن يبادر الحزب الشيوعي بأحياء ذكرى بن سليمان بل من واجبنا المقدس...


وفاء لنضال سليمان بن سليمان

 

 

لطيفة لخضر

 

الرمز لن يموت:

افتتح الاجتماع محمد حرمل السكرتير الأول للحزب قائلا: لقد مات سليمان بن سليمان لكن الرمز لن يموت مادام في هذا البلد قوى وطنية وتقدمية تواصل المسيرة النضالية...

وليس من باب الصدف و لا من باب التوظيف السياسي أن يبادر الحزب الشيوعي بأحياء ذكرى بن سليمان بل من واجبنا المقدس...

كان اللقاء بين الفقيد والحزب الشيوعي لقاء طريفا في منعرج تاريخ الحركة الوطنية سنة 1949 وكان اللقاء انطلاقا من إخلاصه المطلق للشعب التونسي وعداءه المطلق للاستعمار والاستغلال والرجعية والبورجوازية وحبه للديمقراطية... اقتنع سليمان بن سليمان بضرورة العمل الجبهوي مع الشيوعيين واقتنع بأن المعركة الوطنية بتونس هي جزء من المعركة التحررية العالمية ضد الامبريالية، فضحى بمكانته المرموقة في الحزب الدستوري ودخل مغارة مع الحزب الشيوعي

 

تمسك بن سليمان "بلجنة السلم" رغم انسحاب كل الدستوريين:

ثم تناول الكلمة المناضل الشيوعي محمد جراد عمل جنبا إلى حنب مع بن سليمان في لجنة السلم والحرية، وقدم لنا معلومات تاريخية هامة ودقيقة عن نشاط الفقيد في إطار هذه اللجنة، وبعد أن تعرض للظرفية العالمية التي ظهرت فيها حركة السلم بصفة عامة بين أنه "... بعد رجوع الوفد التونسي من باريس(سنة 49 ) تكون المكتب الدائم للجنة السلم وكان متركبا من المرحوم علي البلهوان كرئيس، والنوري بودالي كاهية رئيس ومحمد جراد كاتب عام وعزوز الرباعي كاتب عام مساعد، والحبيب الدلاجي وبلحسن الخياري بصفتهما عضوين بالمكتب، ثم أضاف الحزب الدستوري الجديد المرحوم سليمان بن سليمان إلى ممثليه ومن هنا بدأ دوره في نشاط اللجنة التونسية للحرية والسلم، وفي هذا الظرف الذي كانت فيه اللجنة تكثف نشاطها جاعلة من الدفاع عن السلم وسيلة لتصعيد النضال ضد الاستعمار ظهرت بوادر تنبئ بتغيير على اثر خطاب لصالح بن يوسف الكاتب العام للحزب، أنذاك قال فيه: بعد موقف متحفظ إزاء الكتلتين،فان الحزب الدستوري قد غير موقفه واتجه نحو الكتلة الغربية... ثم أمر نواب الحزب الدستوري بالانسحاب من اللجنة التونسية للحرية والسلم ونادى المنظمات التابعة له إلى عدم المشاركة في مظاهرات هذه اللجنة. وانسحب الدستوريون ما عدى المرحوم سليمان بن سليمان الذي لم يمتثل لهذا الأمر وقرر مواصلة العمل في صفوف اللجنة وأسندت له رئاستها، ونتيجة لذلك أصدر الديوان السياسي للحزب الدستوري الجديد بلاغا يقضي بفصله عن الديوان السياسي وطرده تماما من الحزب بسبب ميولاته إلى الكتلة الاشتراكية..."

 

بن سليمان مدير جريدة "منبر التقدم"

أما الرفيق عبد الحميد بن مصطفى فقد حدثنا عن تجربة جريدة Tribune du Progrès التي كان مديرها بن سليمان، قائلا بالخصوص: " أن أهمية هذه الجريدة تكمن في الفترة التي فيها (ديسمبر 1960- ديسمبر 1962)، حيث كان الحزب الحاكم مسيطرا على كل شيء بما في ذلك الإعلام... والحديث عن هذه الجريدة هو حديث عن كل المشاركين فيها وخاصة عن الدكتور سليمان بن سليمان، فخاضت هذه الجريدة معارك هامة، مثل تدعيم الاستقلال وسلوك سياسة عدم الانحياز، كما ساهمت صحفيا في معركة بنزرت ومعركة تحرير الجزائر، أما في الميدان الاقتصادي فقد اهتمت الجريدة بقضية التخطيط التي كانت تعتبرها معركة كبرى، كما خاضت معركة الديمقراطية خاصة منها حرية الصحافة واستقلال القضاء، وحماية المحامين، ودافعت بكل قوة عن استقلالية الحركة النقابية. وقد تواصل هذا النضال إلى بداية سنة 1963 حيث منعت الجريدة مع منع الحزب الشيوعي التونسي، وقد تعرض اثر ذلك الدكتور بن سليمان إلى استنطاق مرهق وطويل ورغم حفظ القضية لم ترجع الجريدة وبقيت موقوفة مدة 18 سنة (!?)... وقد أنهى الرفيق بن مصطفى شهادته بقراءة بعض المقتطفات من المقالات التي ساهم بها بن سليمان في الجريدة والتي منها ما بقي محتواه صالحا إلى اليوم مثل ما جاء في الافتتاحية التي كتبها في العدد الأول من جريدة منبر التقدم مثل : " الكثير من المواطنين التونسيين يلاحظون انه أمام التضحيات التي تقوم بها أغلبية الشعب، هناك ثروات تتكدس وبورجوازية جديدة تتكون، سوف تدافع غدا- إن لم تبدأ في ذلك بعد- عن مصالحها على حساب المصلحة العامة" (ديسمبر 1960).

 

 تميز بن سليمان بمواقف خاصة حتى وهو في الحزب الدستوري:

أما السيد عزوز الرباعي فقد بين أن الدكتور بن سليمان " قد اختار سياسته بكل حرية بما في ذلك خروجه من الحزب الدستوري (?!) و أن اتجاهه لم يتغير بصفة فجئية، بل هو تميز حتى وهو في الحزب الدستوري بمواقف خاصة، وقد عرفته منذ 50 سنة وواكبت كل مراحل حياته النضالية بما في ذلك " التسرسيبة اللي تسرسبها إلى اليسار" فكان مثل le câble d’acier متشبثا بمبادئه بكل قوة ثم أضاف مفسرا تخلي الحزب الدستوري عن لجنة السلم والحرية بأن الحزب قد بدأ يغير سياسته في عدة مسائل منها العلاقة مع الشيوعيين لذلك قررنا إيقاف العمل في اللجنة خاصة وأننا قررنا الدخول في حرب ضد فرنسا فأصبح رفع شعار السلم غير متناسب مع سياستنا (?!)

 

الدكتور بن سليمان في "لجنة فيتنام":

أما الدكتور الهاشمي العياري فقد حدثنا عن نشاط سليمان بن سليمان في إطار لجنة التضامن مع الفيتنام، هذه اللجنة التي جاءت باقتراح من السيد البشير بن يحمد في نهاية السنوات الستين،وقد رفضت السلط منح التأشيرة لهذه اللجنة، خاصة وأن الموقف الرسمي لم يكن مناهضا لامريكا بل أكثر من ذلك كاد سفير جنوب فيتنام بتونس أنذاك أن يصبح عندنا عميد السلك الديبلوماسي.